بمسجد الجامعة جلست أُرَتِّبُ أوراقي في خشوع ببركة المكان! أستمتع ببرد الإيمان الذي يتخلل بين جوانحي، ويرفرف شعري بلطف فيبعث الدفء و الطمأنينة في القلب، لكنَّ منفذ المسمع إلى القلب ينقل إليه لهيب تبرج الكلمات! وفجور الضحكات! من الخلف و عن الشمال { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال }
فأَخَذْتُ قَلَمِي بيدٍ مُرْتَعِشَة! قلت: أَكْتُب ! لكِن مَا أَكتُب ؟ الكَلمات تَعْزُبُ عني بَلْ تَغُورُ أَسْفل السَّابعة لِهَوْلِ ما يَنفُذُ إلى القلب عَبْرَ الْمَسْمَع !!{ أفرأيتم إن اصبح ماؤكم غَوْراً فمن ياتيكم بماء معين}
فقلت:أَكْتُب أن "الذي يبعث الأمل في استمرار البحث عن الحياة هو بُدُوُّ بَلَلِ الثَّرَى مِمَّا يُبَشِّرُ بِوُجُودِ الْحَيَاء..!! بين الفينة والفينة تَمُرُّ أصواتٌ خاشعةٌ فَلاَ أسمع إلاَّ همساً !
قلت :ذاك حَفِيفُ العَفَافِ يَنسَابُ عن اليمين { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين}
وأَكْتُب أني سمعت حِواراً بين شخصين ! كلمةً أَفْهَمُهَا وأُخْرى لا أَعْرِفها! فتساءلت من هؤلاء؟ أقصد بأي "لغو" يتواصلون !!؟
فعرفت بعد أنهم يلغون باللسان "الفرَنْبِي"!!
تتساءل ما اللسان "الفرنبي" !! و ما هوية هؤلاء؟
ـ قلت: هؤلاء ضحايا ثقافة الاستيلاب!
ـ قال: سبحان الله! ما كنت أعرف هؤلاء ولا اللسان "الفرنبي"!
ـ قلت: نعم ! ربما لم تسمع بهذا التركيب لكنك تسمع من يلغو به، ولربما شاركتهم.
ـ قال: أنا أشاركهم !! مستحيل ألغو ب"الفَرَنْبِية"!!
أنت تعرفُ أَننا نلغوا ب"العَرَنْسِية"!!